العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد بالخط العريض (19)

يمنات

د. سامي عطا

(1)

من يحاول أن يحتكر تمثيل الشارع الجنوبي أو أن يتحدث بإسم الشعب الجنوبي على الإطلاق وبالمجمل وكأنه على رأي واحد شيء غير منطقي ولا يجوز, لأن هذا يدل على أننا لم نعبر إلى أفق العصر أفق القبول والأقرار بأن هناك وجهات نظر متعددة ومختلفة, نحن بحاجة أولاً أن نبعد عن طرح الأفكار الاطلاقية والتعامل مع المسألة بوصاية وأبوية, ومن ثم نفتح حوار جنوبي جنوبي يقبل أولاً بوجود وجهات نظر مختلفة, على أن نضع المشترك في برنامج جامع والمختلف حوله نؤجله أو نرحله إلى حين تتقارب وجهات النظر أو يتهيأ ظرف القبول بها!! هكذا أعتقد تستقيم الأمور!!!

(2)

السياسة والاقتصاد تفرض نفسها في حياة البلدان ، ونقول للمهوسيين بالدين ، أمتلاكك للمطرقة لا ينبغي أن يجعلك أن تتعامل مع كل الأشياء التي تقابلها أمامك على أنها مسامير … !!!

(3)

عندما يتماهى مثقف مع التعبئة الإعلامية ويدفع بإيران كخطر وجودي على الأمة العربية، بالتأكيد أن هذا المثقف يخدم مشروعين، مشروع إسرائيل الكبير ومشروع مصلحته الصغير …!!

(4)

يازومبيات لا الداخل الإيراني ولا السعودي يهمنا ، لأنه أمر منوط بالشعبين، لكن ما يهمنا هي السياسات الخارجية وعليه نمايز بينهما بالنظر إلى قضية العرب المركزية، فمن يقف في صفها نتحالف معه ومن يتأمر عليها نقف ضده…!!!

(5)

نظام وهنت شرعيته وتمزقت بالحروب الدائمة ومساومات المعارضة المستمرة، ومن ثم الذهاب إلى التمديد وتصفير العداد واللعب بالدستور، حتى بلغ مرحلة الانفجار في انتفاضة فبراير 2011م ، وجرى ترميم النظام بالمبادرة المشئومة التي أعادت تدوير النفايات السياسية، مع ذلك لم تستطع هذه المبادرة ترميم شرعية النظام، وقادت إلى إنفجار تالي، وذهبت شرعية المبادرة إلى استحضار عدوان خارجي لإعادة نفسها وهي رميم… هذه هي الصورة الحقيقية…!!!

(6)

شعور الانظمة العربية المرتهنة بالخزي والعار والضعة من إنجازات حزب الله والمقاومة جعلها عوضاً عن مراجعة نفسها ترتمي في أحضان إسرائيل واستبدالها بإيران كعدو أول وخطر وجودي عليها…!!!

(7)

عندما لا تستطيع تحديد الأسباب وتختلط عليك النتائج بالأسباب، وتتحول النتائج إلى أسباب لا تستطيع أن تحدد موقف أو إنك تقف الموقف الخاطئ ، ولذلك تجد نفسك بعد زمن إنك كنت في المكان الخاطئ، المسألة ذات طابع منهجي ومنطقي بحت…!!!

(8)

لسان حال الاستعمار الجديد دعنا نولي عليكم لصوصكم كي يساعدونا على نهب ثروات ومقدرات بلدانكم أو أحلنا حياتكم جحيم، إما حصاراً او حرباً عدوانية، وبالنتيجة تغدون دواعش وإرهابيين يكون لازاماً علينا قتلكم… بهذه السياسات أنتم من ينتج الإرهاب وبمساعدة شيوخكم شيوخ التكفير والإرهاب… وبالمختصر الإرهاب سياسات اقتصادية ظالمة ومجحفة…!!!

(9)

إتساع خلافات دول تحالف العدوان وصراعاتها البينية وفي المقابل إتساع خلافات فرقاءهم المحليين ، تؤكد أن ذرائع حربهم عدوانية ولا اخلاقية، والعناوين التي قامت عليها كاذبة ومضللة، ولذلك فشلت؛ وبات المواطنون يدفعون ضريبة تضليلهم شقاءاً وبؤساً. نقطة بداية السطر…!!!

(10)

أن الشروط الضرورية والجوهرية لنمو الثقافة والمدنية وبقاءها, أن لا تتعارض الثقافة والمدنية مع مبدأ المساواة, فإذا بدا لأحدٍ ما أن تكون له أمتيازات ما بحكم المولد أو النسب مثلاً, فليكف عن التظاهر بالمدنية وأدعاء الثقافة, الثقافة والمدنية مفهومين حضاريين لا يستقيمان مع دعوات التفتيش في الجينات والبحث عن الأنساب وإثارة نعرات التفوق والإستعلاء, الثقافة والمدنية سلوك وممارسة وليس إدعاء, ولهذا أدعوا كل الذين ينفثون نار الكراهية والحقد, أن يكفوا عن الإدعاء!!!

(11)

استهلكتنا الشعارات البراقة الفارغة من المضمون، لا يسار من دون ناس يحمل مصالحها، اليسار ليس تياراً نخبوياً، اليسار قضايا ومصالح يجري التعبير عنها في ميدان الممارسة الاجتماعية والسياسية…!!!

(12)

لا أدري لماذا يستهين اليمني بإمكانياته وقدراته ويعبر دائماً عن سخريته من نفسه، ويجلد ذاته فوق ما تحتمل، لماذا هذه الدونية المستفحلة، الشعب اليمني شعب عظيم والبلد عظيم ، لكنها جوهرة بيد فحامين ، لذلك إنبذوا الفحامين،وأعتزوا بأنفسكم لأنكم تستحقون هذا الإعتزاز…!!؟؟؟

(13)

القضايا الوطنية الكبرى, قضايا لا يمكن مناقشتها تحت تأثير القات ونشوته, ولعل فشل معظم أن لم تكن كل مشاريعنا طرحت تحت تأثير القات, ولهذا تجدها مشاريع فاشلة أو تعاني من شوزفرينيا, فلا تجد مشروعاً ما طُرح صار مشروعاً قابلاً للتطبيق أو التنفيذ!! كل مشاريعنا الوطنية غير وطنية بالمرة إنها مشاريع قاتية! تفشل عند أول أختبار!!!

(14)

بعد هذه الاخفاقات التي منيت بها الرياض في تحقيق أهدافها أنا على يقين بأنها صارت تحتقر عيالها فردا فردا وترجوا الخلاص منهم وبأي ثمن …وأنا على يقين بأنها باتت تحترم الطرف الأخر ومستعدة للذهاب معه الى أي مكان المهم أن تخرج من الورطة …!!!

(15)

 في صراع الإرادات في منطقتنا العربية صار لدينا نوعين منها، إرادات تأبى أن تصنع تاريخها أو تشعر بالضعة والدونية ولذلك صارت راضية بقسمة أقدار الإرادات المتعالية أو هكذا تنظر لها، وهناك إرادات تأبى إلاّ أن تكون صانعة للتاريخ ومتفاعلة معه وبإيجابية وإن كانت إرادات قليلة في عددها إلاٌ أنها كثيرة في فعلها، ولذلك النصر سيكون حليفها…!!!
زر الذهاب إلى الأعلى